تسطر المملكة اليوم في الذكرى الخامسة والعشرين لتولي جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، سلطاته الدستورية (اليوبيل الفضي) إنجازات عظيمة في شتى المجالات والمستويات، تبلورت بالنمو والإزدهار والإستقرار، وفق رؤية طموحة أفضت الى حياة أكثر إستقراراً وأملاً للأردنيين، فكان الطموح والأمل بالمستقبل تلامسان عنان السماء وتقودان الوطن الى مصافي الدول المتقدمة والمستقرة لتكون التجربة الأردنية محط أنظار العالم ومثالا يحتذى يشار له بالبنان.
اليوم يحيي الأردنيون هذه الذكرى الغالية على قلوبنا، وقد عملت قيادتنا الهاشمية بلا كلل أو تراخٍ، من أجل رفعة وإستقرار هذا الوطن المعطاء، فالطريق لم تكن مفروشة بالورود، والمحيط والصراعات لم ترحمنا فمنذ مطلع الألفية لم نلتقط أنفاسنا فالأزمة تليها أزمة، والحرب تليها الحرب، والكوارث من حولنا كثيرة ولا مجال لتعدادها اليوم، رغم كل ذلك مضينا بطريق الاصلاح والتطوير وأنجزنا الاصلاحات الشاملة لندخل المئوية الثانية ونحن أكثر ثقة بالمستقبل.
قيادتنا الحكيمة سخّرت كل ما من شأنه رفعة ومنعة الوطن والمواطن، وتحسين جودة حياة الاردنيين، قكان التركيز على تعزيز نقاط قوتنا وأبرزها القوى البشرية، من خلال التأهيل ورفع الكفاءة والتدريب المستمر، من أجل تحقيق طموحاتهم وتطلعاتهم بحياة كريمة، كما أثبتت المملكة ثقلها ومكانتها السياسية في الإقليم والعالم، من خلال القمم العربية والعالمية واللقاءات التي إستضافتها على مدى الـ25 عاما الماضية، في عمان والبحر الميت والعقبة، لتصبح المملكة رافعة أساسية للسلام الإقليمي والعالمي ومقصداً للعالم،وملجأً وقت الأزمات مهما تعقدت أمامها الحلول.
الملك حمل راية الإعتدال والوسطية وأبرز الصورة الحقيقية للإسلام من خلال رسالة عمان، لتكون سفير الأمة للعالم الخارجي، ومرجعاً لكل من يختلط عليه الأمر،أو كل من يشكك بقيم الإسلام وتعاليمه السمحة، ديدنه في ذلك،كوريث للراية الهاشمية وراع وحام للمقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، فكان أقوى المدافعين عن المقدسات وعطل كل المخططات من أجل السيطرة على المدينة المقدسة وإفراغها من هويتها العربية والاسلامية، وقاوم الإرهاب بكافة صنوفه وأشكاله.
كما عمل الملك على تعزيز الدور الإنساني للمملكة تجاه العالم من خلال إغاثة الشقيق والصديق المنكوب، ومساعدة طالبي العون والمساعدة، وتوفير الحماية للإنسان العربي،والمحافظة على كرامة الإنسان وصحته ومد يد العون من خلال المؤسسات الخيرية الأردنية.
على الصعيد الإقتصادي، حدّثت المملكة كافة تشريعاتها لتصبح أكثر الدول جذباً للإستثمار ورأس المال الباحث عن الاستقرار والفرص، فإستقطبت المستثمرين من كافة القارات وصدّرت منتجاتها الى العالم، فالمنتجات الوطنية تصل لاكثر من مليار ونصف مستهلك في العالم، كما طورت مينائها البحري الوحيد في العقبة، ومطاراتها ومعابرها، ومضت في طريق التحول الرقمي بكل ثقة وإقتدار.
وعلى صعيد الخدمات حقق الأردن في عهد جلالة الملك نقلة نوعية للخدمات المختلفة وأبرزها الخدمات الصحية والتعليمية، من خلال تعزيزها بالقدرات البشرية والبنى التحتية والاجهزة المتقدمة، كما حقق الأردن العديد من الإنجازات الرياضية في معظم الالعاب الرياضية،الفردية والجماعية، رغم قلة الإمكانات.
ما نحتاجه اليوم، البناء على ما تحقق والمزيد من العطاء والثقة بالمستقبل وبمؤسسات الدولة وحماتها على طول الحدود الممتدة لأكثر من 1635 كيلو متر. معظمها حدود ساخنة، حما الله الأردن وقيادته الهاشمية المظفرة..وكل عام والقيادة الهاشمية والوطن والشعب بألف خير.